في ضربة موجعة لأحد أخطر مجموعات القرصنة الإلكترونية، وجّهت السلطات البريطانية اتهامات رسمية لمراهقين بريطانيين على صلة بهجمات برامج الفدية (Ransomware) التي نفذتها مجموعة “Scattered Spider”. هذا التطور يمثل نقطة تحول مهمة في جهود مكافحة الجريمة الإلكترونية (cybercrime)، ويسلط الضوء على تزايد انخراط الشباب في أنشطة إجرامية معقدة عبر الإنترنت.
تعتبر مجموعة Scattered Spider واحدة من أكثر مجموعات الجرائم الإلكترونية نشاطاً وتنظيماً، وتشتهر بتخصصها في عمليات الهندسة الاجتماعية (social engineering) المعقدة، والتي تهدف إلى خداع الضحايا للحصول على بيانات الاعتماد (credentials) الخاصة بهم.
هكذا كانت خطة “العناكب المتناثرة”
كشفت التحقيقات أن المجموعة كانت تستهدف الشركات الكبرى، وتستخدم أساليب متطورة لاختراق شبكاتها. وكانت أبرز أساليبهم:
- تبديل شرائح الهاتف (SIM Swapping): يقوم المهاجمون بإقناع موظفي شركات الاتصالات بنقل رقم هاتف الضحية إلى شريحة SIM يمتلكونها، مما يتيح لهم تجاوز المصادقة الثنائية (two-factor authentication) والوصول إلى حسابات الضحية.
- خداع الموظفين: تعتمد المجموعة بشكل كبير على خداع موظفي الشركات المستهدفة للحصول على معلومات حساسة، إما عبر رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية (phishing emails) أو عن طريق الاتصالات الهاتفية المباشرة.
بعد اختراق شبكات الشركات، كانت المجموعة تقوم بزرع برامج الفدية، التي تقوم بتشفير (encrypt) البيانات، ثم تطلب فدية ضخمة مقابل إعادتها. وقد ارتبط اسم المجموعة بهجمات رفيعة المستوى ضد شركات عالمية.
القبض على “القادة الجدد”
تأتي هذه الاتهامات في أعقاب تحقيقات مشتركة بين وكالات إنفاذ القانون الدولية، مما يؤكد على أهمية التعاون العالمي في ملاحقة مجرمي الإنترنت الذين لا تعترف هجماتهم بالحدود الجغرافية. وتظهر القضية مدى التحدي الذي تواجهه الحكومات في تتبع هوية هؤلاء القراصنة، خاصة عندما يكونون في سن صغيرة.
هذه الخطوة القضائية ترسل رسالة واضحة للمشاركين في هجمات Scattered Spider وغيرها من المجموعات، مفادها أن عالم الإنترنت ليس ملاذاً آمناً للمجرمين، وأن العدالة ستلاحقهم عاجلاً أم آجلاً، بغض النظر عن صغر سنهم أو مدى تعقيد أساليبهم.